في حديث لها على قناة “أخبار مصر” كشفت السيدة رقية السادات الابنة الكبرى للرئيس الراحل محمد انور السادات عن نظرة والدها إلى عهد الملك فاروق وقالت : “الملك فاروق عكس ما يقال عنه تماما، فهو وطني جدا، ويعشق تراب مصر هو وعائلته الملكية . المشكلة كانت في الحاشية والمحيطين بالملك وقتها” .
وأضافت : “أتذكر عندما قامت حرب 1973، أرسل الملك أحمد فؤاد وعائلته لأبي مبلغ ألف جنيه مساعدة لمصر في حربها . ذلك الموقف أثر في أبي كثيرا ، وبعدها قرر أن يعيد لعائلة فاروق الجنسية المصرية التي سحبها منهم الرئيس عبد الناصر، بل ودعا ابنه وزوجته وكانت حاملا لتلد في مصر، وقد أهداه والدي سيفا من سيوف والده الملك فاروق”
. ومن خلال ذلك الحديث المتلفز ، تحدثت السيدة رقية السادات عن بعض الذكريات الحزينة المتعلقة بوالدها عليه رحمة الله قبل وصوله إلى سدة الحكم ، فتقول أنه في أثناء فترة هروبه من المعتقل (1945)، كانت ابنته “راوية” تعاني من الجفاف وطلب الطبيب منه أن يشتري لها محلول سعره 3 تعريفة، إلا أن الرئيس المصري السابق لم يكن يملك هذا المبلغ البسيط ، ليطعم ابنته عسلا أسود ، إلا أنه جاء بمضاعفات سيئة أدت إلى وفاتها .
وتحكي السيدة رقية السادات تفاصيل اعتقال والدها عام 1942، فتقول : “كان عمري خمس سنوات ، كنا في منزل جدي بكوبري القبة، وكنت نائمة، ومع قدوم الفجر فوجئت بالضباط والعساكر في كل مكان، فيأخذون أبي . وكانت والدتي السيدة إقبال ماضي حاملا في شقيقتي راوية، كان منظرا مخيفا ومرعبا، وألقوا القبض عليه وأخذوه، ولا أنسى أيضًا عندما كان معتقلا في الزيتون وبابا كان معتادا أن أي معتقل يتم اعتقاله فيه، لا بد أن نسكن بجواره، فكنا يوميًا نذهب إليه بالغذاء من البيت. كانت والدتي تقوم بإعداد الأكل، ونذهب له ومعنا الأستاذ موسى صبري ، وعندما ذهب لسجن اراميدان كنت أذهب له مع جدي، لدرجة أنني كان لدي كارت زيارة سجون وأنا في هذه السن الصغيرة و ما زلت أذكر كلما مررت بجوار محكمة جنوب القاهرة الكائنة في باب الخلق يوم براءة أبي ، كنت حاضرة الجلسة وشاهدته في القفص يومها، كان بنفس الشموخ والعظمة اللذين لم يفارقاه حتى يوم اغتياله” .