مقهى جروبى – اشهر و اعرق و اجمل كافيه في مصر .

جروبي ” . اشهر و اعرق و اجمل كافيه في مصر .
.

مقهى جروبى الذى يقع فى ميدان طلعت حرب بمدينة القاهرة هو المكان المفضل للطبقة العليا المصرية ، في زمن كان يعتبر فيه أفخم دار للشاي في العالم قاطبة. وجروبى الذي بناه صانع الحلويات والمعجنات السويسري الشهير ( جياكومو غروبي ) كان النجم في عدد لا يحصى من الأفلام السينمائية والأعمال الأدبية .

جروبى أسطورة حية في وسط القاهرة وما يزال حتى اليوم وجهة زوار المدينة ، إنه تجسيد لزمن لن يعود ، زمن الثروات والتباهي بها ، زمن ملوك مصر وأمرائها وباشواتها وأباطرة قطنها ، حين كان الجنيه المصري يفوق في قيمته الجنيه الإسترليني والدولار .

🔴 عن جروبي :

كان جروبى فيما مضى مكاناً وساحة لعقد الصفقات التاريخية ، وتجمع الكتاب والصحفيين والفنانين ونجوم السينما ونجوم المجتمع من محبي الظهور ، واليوم تتناقص أعداد أولئك الذين عايشوا وعاصروا جروبى في أيام مجده ، وهؤلاء الذين ما يزالون على قيد الحياة منهم يقولون الشعر فيه حين يتحدثون عن تلك الأيام الجميلة الغابرة .

يتذكر المهندس المعماري ” شفيق نخلة ” ما كان جروبى يعني له في الأيام الماضية ويقول وهو يسرح ببصره بعيدا ً: “آه كم كنت أحب جروبى ” .
ويضيف : ” في الخمسينيات كنا نعيش في مدينة أسيوط وكنا نمضي شهور الصيف في مدينة الإسكندرية ، وفي طريقنا بين أسيوط والقاهرة كنا نتوقف لأسبوع عادة في فندق شيبرد في القاهرة ، وكنا نحن الأطفال لم يكن يسمح لنا بمغادرة الفندق دون أن تكون معنا مربيتنا ، غير اننا كنا نقنع عبده ، مدير المنزل ، بأن يأخذنا إلى حديقة جروبى كل صباح لنأتي بالكرواسان الطازج للفطور ، ما زلت أذكر مذاقه حتى اليوم .

شفيق الذي يتلذذ باسترجاع ذكريات الزمن الجميل ، يتحدث بحماس عن حلويات بتي سويس ومارون غلاسيه من جروبى التي يقول عنها أنها ” أفضل من كل ما يقدمونه في باريس منها ” .

و تقول ” ماريان زوجته ” وهي تعمل مدرسة للغة الانجليزية في الجامعة الامريكية :
———————————-

كان والداي غالباً ما يأخذاني إلى الحديقة لتناول آيس كريم الفراولة بالصودا ، وكانت أعياد الميلاد والفصح مواسم رائعة تشهد عروضاً خاصة وأشجار الميلاد الضخمة والأكياس الممتلئة بالسكاكر والحلويات وألعاب بابا نويل بالحجم الطبيعي ودمى عيد الفصح ، يمكنك القول أن جروبى كان النظير القاهري لمحلات فورتنام وماسونز اللندنية ” .
ليون وهبة الذي عاش في السابق قرب مقهى جروبى في شارع سليمان باشا ، وهو الآن يحمل الجنسية الأمريكية ، يتذكر تلك الأيام أيضاً : ” كان عمري 13 عاماً عندما رحلنا عن القاهرة ، غير أن أجمل ما أتذكره هو آيس كريم جروبى ، الذي يباع من الثلاجات على الدراجات ، كان باعة الآيس كريم يتوقفون خارج مدرستي ، وكان الآيس كريم شيئاً رائعاً في نهارات القاهرة الحارة ” .

ويصف عادل طوبوزاده ، وهو نائب سابق لوزير الإعلام وحفيد رئيس الوزراء الأسبق حسين باشا رشدي ، أيام الشباب حول ساحة طلعت حرب بأنها ” غير عادية ” .
ويقول : كانت تلك الشوارع مكاناً لأفضل المقاهي ودور الشاي ، غير أن لا أحد منها كان بمقدوره منافسة جروبى ، وكان من المشاهد المعتادة في تلك الأيام أن ترى الأرستقراطية وهم يترجلون من سيارات رولز رويس أو كاديلاك لمواعيد تصفيف الشعر في صالونات سقراط أو جورج أو كليماتيانوس التي كانت تبيع أيضاً أفخر القبعات وربطات العنق الرجالية ، في تلك الأيام كانت المتاجر مكدسة بكل ما يمكن أن تتمناه من منتجات باريس أو لندن أو روما .

وفي أيام الدراسة كنا دائماً ما نذهب إلى جروبى أو لوكس ونحن في كامل أناقتنا ، كانت تلك الزيارات مناسبات حقيقية يبدو الناس فيها وكأنهم ذاهبون إلى حفلة ، والنساء ترتدي فساتين السهرة الطويلة والفرو ، كان غروبي المكان الذي يذهبون إليه ليروا بعضهم ويراهم الآخرون ، كان للصحفي والشاعر كامل الشناوي طاولته الخاصة هناك ، وغالباً ما كنت أرى الكاتب توفيق الحكيم الذي كان يشاع عنه كرهه للنساء ، وخلال الحرب العالمية الثانية كان رجال الجيش الثامن البريطاني يترددون على جروبى في شارع عدلي باشا ( وهو فرع ثان لجروبى ) المفضل لدى الجنرال مونتغمري ، والذي كان يزوره للاستمتاع بأماسي موسيقى الجاز في حديقته .

نجيب محفوظ و ذكرياته مع جروبي :

يذكر فاضل الأيام اتي كان فيها فؤاد سراج الدين زعيم حزب الوفد ، من الرواد المداومين على فرع عدلي باشا كما يقول إن الروائي نجيب مجفوظ الحائز على جائزة نوبل كان يتردد على جروبى لقراءة الصحف هناك .

ماذا لو كانت الجران تتكلم ، مقهى جروبى تجسيد لقرابة مئة عام من تاريخ مصر ومجتمعها المتأنق والمؤثر ، هذا المجتمع الذي لم يعد موجوداً إلا في ذاكرة تخبو يوماً بعد يوم لدى أولئك المحظوظين ليكونوا جزءاً من ذلك العالم المثير والمتألق

READ  الخديوي إسماعيل والمدارس القبطية
Wonders around the world

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: لا يسمح بنسخ محتوانا إلا بتصريح كتابي . شكراً